الموقع المختص بالصم الأول من نوعه في لبنان والعالم العربي، الذي يمكنهم من مواكبة التطورات في عالم الإنترنت، فيتيح لهم فرصة التعبير عن أنفسهم، والتواصل مع كل بلدان العالم تماما كبقية أفراد المجتمع.
ويقول هشام سلمان، صاحب الموقع، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «التوعية، الثقافة، مشاركة الأفكار، تبادل الآراء والتجارب الشخصية وغيرها هي أهدافنا، أما التواصل فيتم عبر اللغات: الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية والعربية.. واليوم بدأنا نعتمد البرازيلية، والصينية، والبريطانية من أجل تعزيز قاعدة المستخدمين في العالم».
ويشير إلى أن لغة الإشارة عبر الفيديو هي الأساس للتواصل والتعريف؛ لأن الصم لا يتكلمون، وقسم كبير منهم لا يجيد القراءة.
واليوم، بات بالإمكان إجراء محادثة بين 10 مستخدمين من 10 بلدان مختلفة، في وقت واحد وفي غرفة واحدة، بفضل الـVIDEO CHAT.
واجهة الموقع تشبه، إلى حد بعيد، واجهة موقعي «فيس بوك» و«تويتر»، من حيث الدخول وإضافة الأصدقاء الجدد، والمباشرة بتبادل الرسائل والصور والنصوص معهم، بينما يشكل الفيديو الوسيلة الأفضل للتحادث أو للتعريف.
أما شخصية «SNOORFIMAN» فهي تنتظرك بحركاتها وحيويتها، عند دخولك الموقع للإجابة وباللغات الأربع عن الأسئلة كلها، من ترجمة جميع الأحرف إلى إشارات، مرورا بالكلمات، وصولا إلى الجمل، في رحلة تستمر نحو 3 أشهر، وبمعدل ساعة ونصف الساعة يوميا، شرط أن يكون الشخص العادي صادقا في قراره تعلم لغة الإشارة، من خلال تدوينه لها ما يريد.
الموقع الذي يختصر عنوانه «SNOORFI» عبارة التواصل الاجتماعي لأصدقائنا الصم في أنحاء العالم، نال براءة الاختراع في أبريل (نيسان) 2010، في خطوة كسرت حاجز الصمت في عالم الصم والبكم. ويضم فريق العمل كلا من: محمد مشيمش، حبيب فواز، حسين سبليني، حنان سلمان (زوجة هشام)، وفيصل عيتاني.
ويوضح سلمان، وهو خبير في لغة الإشارة بلبنان: «استطعنا جذب ألف مستخدم في البداية. وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهتنا، أصبح لدينا 12 ألفا من العالم أجمع، خاصة من أميركا والخليج العربي؛ لأنهما منطقتان تهتمان، تأتينا منهما رسائل فيديو تعريفي، يتضمن نبذة عن حياة المستخدمين، وأنا أدخل لمتابعة كل جديد».
الدعم المادي للموقع عند الإعلان عنه جاء من مؤسستي الوليد بن طلال و«مخزومي» الاجتماعيتين، واليوم يبدي سلمان أسفه؛ لأن الولايات المتحدة، مثلا، تؤمن الدعم الكافي لمواقع تخطت موقعه بأشواط، بينما كان جواب أحد المسؤولين اللبنانيين: «إذا أردت إغلاق الموقع فأغلقه» بعدما طلب منه مساعدة لتطويره، تقابله عبارة «لو أنت أميركي، لكنت اليوم منافسا قويا لمواقعنا».. قالها صاحب أحد المواقع المماثلة الأميركية.
منذ فترة شهر تقريبا، وافق القائمون على موقع «فيس بوك» على انضمام «سنورفي» إلى صفحاته مجانا، وكان التعليق: «هذه فكرة مميزة وحلوة» ردا على رسالة بعثها سلمان إلى الموقع.
دخول الموقع متاح للجميع، وقد استعان سلمان برفاقه في الخارج للترويج له، وفي حال وجود من يضر به فإن الملاحظة (بمثابة التحذير)، تعطى 3 مرات ليقوم بعدها بإلغاء انتسابه.
من بلدان متعددة، كالولايات المتحدة، وأستراليا، والبرازيل، وفرنسا، وإنجلترا، ودول الخليج العربي، ومصر، وسوريا، والجزائر، وغيرها، يتبادل المستخدمون الأخبار، بينما يكون الاستغراب نصيب بعضهم عند محادثته لإنسان عادي (بعد تعلمه لغة الإشارة).
أخبار يومية محلية وعالمية متنوعة، طرائف وغرائب، اختراعات وغيرها يتم تبادلها في جو جميل من التعارف، شرط أن تكون مرتبطة بالصم بشكل أو بآخر.
ويشير سلمان إلى أن النشاط يتزايد ليلا، بسبب وجود الصم في الخليج في منازلهم، كذلك أصدقاؤهم في الولايات المتحدة، أما أصدقاؤه فقد وصل عددهم إلى 2356 في الفيديو شات، يتعبه التواصل معهم أحيانا، لكنه يؤكد أن العمل غالبا ما يتطلب تضحيات من أجل إنجاحه، فكيف إذا كان الطموح متعلقا بزيادة عدد سكان كوكب «سنورفي»؟
«الأهم أنني استطعت إقامة موقع يجمع الصم على أقليتهم في العالم، هذا من الفلبين وذلك من السعودية.. يتحادثون عبر الفيديو شات، في لغة تصل أسرع من الصوت».. يرى سلمان، مبديا سعادته بأن عالم الصم بات يضم محامين، ومهندسين، وأساتذة جامعيين، ومنهم اللبناني حسين إسماعيل، كاشفا عن أن عدد المنتسبين في كوكبه يتزايد بمعدل 300 أسبوعيا.
مدن عالمية أخذت على عاتقها افتتاح مراكز لدمج الصم من جميع أنحاء العالم، كذلك مع الناس العاديين من أجل زيادة التوعية، والتعارف، وتبادل الأخبار، والتجارب، والآراء كما سيحصل في نيويورك هذه السنة، وبعدها في لندن؛ حيث ستكون اللقاءات سنوية ويومية، من أجل التعبير عن احتياجاتهم ومطالبهم لحكوماتهم.
ولا يغيب الموسيقي الكبير بيتهوفن عن ذهن سلمان، وهو بمثابة مثال له، بعد أن استطاع تحريك مشاعر الملايين على الرغم من معاناته الصم، مشددا على مساعيه من أجل انخراط الصم في مجتمعاتهم، خاصة في الدول العربية؛ حيث تغيب أبسط الحقوق عنهم، في العمل والطباعة والتعليم.
وختم سلمان بتقديمه مثالا على أصم أميركي، استطاع اختراع سيارة صغيرة بنفسه في الولايات المتحدة، وكان بتركيز كبير (كونه لا يسمع)، وذلك في شركة تصنيع وبيع سيارات أميركية، وقد أصبح سلمان من أعز أصدقائه بعدما قام ببث فيديو خاص به على الموقع.
ويراهن خبير اللغة على أن موقعه أصبح كفيلا بتبادل الصم همومهم، وهواجسهم، وأفكارهم، مبديا اهتمامه الدائم بالتعليقات والملاحظات، التي تشكل وسيلة من وسائل تطوير الكوكب.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق