استأنفت محكمة جنايات القاهرة امس محاكمة وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي المتهم مع ستة من اعوانه بقتل متظاهرين والشروع في قتلهم اثناء الانتفاضة التي اطاحت بمبارك في 11 شباط الماضي.
وبعد جلسة اجرائية خصصت لفتح القضية، اعلن رئيس المحكمة القاضي احمد رفعت تأجيلها الى 14 اب الجاري.
ومثل العادلي ومساعدوه داخل قفص الاتهام في المحكمة التي تنعقد في مقر اكاديمية الشرطة بضاحية القاهرة الجديدة في شرق العاصمة المصرية.
ويواجه العادلي ومساعدوه عقوبة الاعدام اذا ما ثبتت الاتهامات بحقهم.
الى ذلك عكست صحف القاهرة مشاعر المصريين الذين لا يكادون يصدقون انهم رأوا بأعينهم الرجل الذي حكمهم بيد من حديد وبلا منازع طوال ثلاثين عاما يحاكم بتهمة القتل ووصف سقوط «الفرعون الاخير» بانه انتصار للثورة التي اطاحته.
واحتلت صور مبارك وهو يرقد على سرير طبي متحرك مرتديا ملابس السجن البيضاء خلف قضبان القفص الصفحات الاولى للصحف المصرية بعد ان كان اي همس عن صحة مبارك من شأنه ان يقود اي صحفي الى السجن.
وكان سقوط مبارك اسطورة لا يمكن حتى تخيلها قبل ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني وبدت صورة الحاكم المطلق على سرير داخل القفص كذلك اسطورية.
وعنونت صحيفة المصري اليوم المستقلة «الفرعون داخل القفص» في حين كتبت صحيفة الاهرام ويكلي الاسبوعية الناطقة بالانكليزية «نهاية مبارك التي تفوق الخيال».
وقالت صحيفة الاخبار الحكومية «مبارك في القفص .. الان نجحت الثورة».
اما صحيفة الدستور المستقلة فعنونت «ونجحت ثورة مصر».
وكان حكم على رئيس التحرير السابق لهذه الصحيفة ابراهيم عيسى بالسجن ستة اشهر في 2008 لنشره تكهنات حول صحة مبارك، واصدر الرئيس السابق بعد ذلك عفوا عنه.
وعلى مدى الشهور الاخيرة، كانت هناك شكوك كثيرة في ان تتم محاكمة مبارك بالفعل وكان الاعتقاد السائد انه سيحاكم في شرم الشيخ وربما لن يظهر ابدا داخل القفص.
واذهلت الصور الدراماتيكية للرئيس السابق راقدا على سرير المرض التي بثها على الهواء التلفزيون المصري، المصريين جميعا وخلت الشوارع تقريبا من المارة طوال جلسة المحاكمة التي استغرقت اربع ساعات.
وكتبت صحيفة المصري اليوم في احدى افتتاحياتها «صورة واحدة للرئيس المخلوع على سريره داخل القفص غيرت كل شئ، اطمأن الثوار ان المحاكمة حقيقية وليست تمثيلية».
وكتبت صحيفة المصري اليوم في احدى افتتاحياتها «صورة واحدة للرئيس المخلوع على سريره داخل القفص غيرت كل شئ، اطمأن الثوار ان المحاكمة حقيقية وليست تمثيلية».
ولكن اخرين حذروا من ان الصورة القوية لا يجب ان توقف حركة الاحتجاج التي تدفع الى الاصلاح بعد سقوط مبارك في 11 شباط الماضي.
وكتب ابراهيم عيسى في صحيفة التحرير التي صدرت بعد اطاحة مبارك واستمدت اسمها من ميدان التحرير الذي كان على مدى 18 يوما بؤرة الثورة على مبارك، «قد تم اسكات الشعب المصري كله بتلك الصورة التي رأينها أمس وهذا خطر حقيقي يجب التنبه له والتحذير منه».
ووصف رسم كاريكاتوري للرسام الساخر كارلوس لاتوف المحاكمة باعتبارها تمثيلية.
وظهر مبارك في الرسم راقدا على سرير وامامه كاميرات تليفزيونية بينما يجلس امامه رجل بزي عسكري ويقول له «حسنا .. الان العب دور الضحية».
الى ذلك القى مجهولون امس زجاجتي مولوتوف على مبني الجامعة العربية في قلب القاهرة من دون ان يسفر ذلك عن اصابات، بحسب مصدر مقرب من الجامعة.
وقال المصدر «فجر امس القيت زجاجتا مولوتوف على مبنى الجامعة ولم تقع اصابات ووقعت اضرار بسيطة باحدى وحدات تكييف الهواء».
واوضح المصدر ان الجامعة العربية تلقت تهديدات عبر الهاتف اخيرا من اعضاء في الجاليتين السورية والليبية في مصر.
واكد ان الجامعة تلقت «عدة مكالمات هاتفية» تعبر عن الغضب من رد فعل الجامعة ازاء ازمتي البلدين، غير ان المصدر رفض الافصاح عن مزيد من التفاصيل.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق